مقدمة:
يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم: " إنَّ الَّذين كذَّبوا بأياتنا و استكبروا عنها لا تُفتَّحُ لهم أبوابُ السَّماءِ ولا يدخلون الجنَّةَ حتَّى يلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ وكذلك نجزي المجرمين " الأية ٤٠ سورة الأعراف.
معنى حتى يَلِجَ الجَملُ في سَمِّ الخياط:
جاءت هذه العبارة من القرآن الكريم في الآية ٤٠ من سورة الأعراف ردا على الجاحدين،النّاكرين لنعمة الإسلام ،المكذبين بآيات الله و ما أُنزل على سيد الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم اتباعهم له وطاعته .
وعدم إيمانهم بما أنزل من أوامر و نواهي ،وأحكام وضوابط، ضبطها الله تعالى في محكمه العزيز، أولاءك الذين استكبروا على عبادة الله و التَّصديق بما أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم جملةً و تفصيلا من أحكام وتشريعات سماوية.
![]() |
" ..حتى يلج الجَملُ في سمِّ الخياط.." أية تفسيرها |
هؤلاء من الكافرين و المشركين الّذين كذَّبوا الرَّسول الكريم عليه الصلاة والسلام و ما جاء به، لا تُفتَّح لهم أبواب السماء أي لا تُفتح لأرواحهم الخبيثة أبواب السماء عندما يحين أجلهم بل تُغلق في وجوههم وتُصد أمامهم أبواب السماء و تهوى إلى الأرض حيث ينتظرهم جزاء سوء أعمالهم والحادهم،وتشبثهم بالعصيان ،كما روى ذلك الإمام أحمد في صحيحه(١٨٠٦٣)مطولا،عن النّبي صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء الذين كفروا وكذبوا بما أنزل الله سبحانه وتعالى من الحق لا يدخلون الجنة حتى يلج الجَملُ في سَمِّ الخياط،و معنى سم هو ثقب الإبرة ،وتجمعه العرب في قولها سموما ،وأما الخياط فإنه من المخيط و هي الإبرة.
تفسير لا يدخلون الجنَّة حتى يلج الجَمَلُ في سمِّ الخِياط قولان:
القول الأول:
حتى يلجَ الجَمَلُ في سمِّ الخياط،هكذا قرأه الجمهور وفسره الطبري على أنه البعير، وقال ابن مسعود رضي الله عنه هو الجمل ابن النَّاقة وفي رواية هو زوج النًاقة.
وقال الحسن البصري كذلك: حتى يدخل البعير في خرم الابرة،وكذا روى علي بن أبي طلحة العوض عن ابن عباس.
القول الثاني:
جاء في تفسيره عن مجاهد وعكرمة عن ابن عباس: أنه كان يقرؤها:" حنَّى يلِجَ الجُمَّلُ في سمِّ الخياط"، بضم الجيم و تشديد الميم في كلمة الجمل ،والمقصود بالجُمَّل هنا هو الحبل الغليظ ليأتي المعنى المراد من الأية لا يدخلون الجنة حتى يدخل الحبل الغليظ في خرم الابرة و هذا اختيار سعد بن جبير .
________
المصادر
- تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير، الجزء الثاني،دار ابن الهيثم،القاهرة.
- جامع البيان في تأويل القرآن الطبري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق