مقدمة:
يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم : " وإذا الموءودةُ سُءِلت بأيِّ ذنبٍ قُتِلت"، الآية (٨،٩) من سورة التكوير،فما معنى تفسير الموءودة.
تعريف ومعنى الموْءودة في معجم المعاني الجامع:
موْءود: اسم، اسم مفعول من وأَدَ
وَأدْ: اسم،مصدر وأدَ
وأدَ: فعل،وَأدَ،يَءِد ،إدْ
وأدَ البنتَ: دفنها في التراب وهي حية.
جاءت أيضا بمعنى مخالف لما ذُكر آنفا نحو؛
وَأدُ التعبير: كبتُ التعبير وخنقُه.
الوَأْدُ:الصوت العالي الشديد.

ما تفسير " وإذا الموءودة سُءِلت "

معنى الموءُودةُ في قوله تعالى:
الوأْدُ من عادات العرب في زمن الجاهلية،وهي أن يَدْفن الرجلُ ابنته وهي حية ترزق.
والموءودة هي تلك البنت التي كان أهلها يدسونها في التّراب وهي حية كراهية في البنات لأن أهل الجاهلية من العرب كانوا ينظرون إلى البنت نظرة احتقار و إزدراء كونها تجلب العار لعشيرتها ،حسب اعتقادهم السائد أنذاك،كما أنهم يقومون بأدِّها مخافة إملاق( الفقر) .
ففي يوم القيامة تَسألُ الموءودة قاتلها سبب وءدها لها،وكذا قال أبو الضحى: سألت أي طالبت بدمها.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن العباس الموءودة هي المدفونة.
جزاء الواءد(ة) والموؤدة :
وردت أحاديث عدة تتحدث عن الموؤدة و الواءد(ة) ،قال الإمام أحمد* عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الواءدة والموؤدة في النار إلّا أن يُدركَ الواءدة الإسلام فيعفو الله عنها" و رواه النسائي** أيضا.
الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند(١٥٤٩٣) وفيه قصته رواها عن طريق الشّعبيّ عن علقمة عن سلمة بنِ يزيد الجُعفِيِّ قال:
انطلقتُ أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قُلنا: يا رسول الله،إنَّ أُمَّنا مُليكة كانت تصِلُ الرّحم، وتقْري الضّيفَ وتفعلُ،وتفعل،هَلكت في الجاهلية، فهل ذلك نافِعُها شيئا؟
قال: لا قُلنا: فإنَّها كانت وَأدَتْ أختاً لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال: الواءدة والموؤدة في النار إلّا أن تدرك الواءدة الإسلام فيعفو الله عنها.
ورواه البخاري في التاريخ الكبير ( ٤ص،٧٢)
أجاب العلماء بأن الحديث كما يظهر في القصة وَرد في قضيةٍ معينة وليس حكما عاما لكل واءدة وموءودة ،وكلتاهما مشركتين،والّنبي عليه الصلاة والسلام أخبر عنهما عن وحي يُوحى من الخبير العليم،والى هذا القول مال ابن عبد البر وابن القيم والألباني وغيرهم من أهل العلم.
_______
* صحيح: المسند(١٥٤٩٣)
** صحيح النسائي في الكبر (٦/٥٠٧) برقم (١١٦٤٩)
- تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير،الجزء الرابع،دار ابن الهيثم،القاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق