جوهر العملية السياسية عند كارل دوتش
قبل التطرق الى النموذج النسقي عند كارل دوتش ،لا بأس أن نذكر من يكون كارل دوتش.
كارل Carl Deutsch من مواليد 21 جويلية 1212, عالم سياسي تشيكي أمريكي،برز كمحلل للمنتظمات السياسية بتطبيقه النظرية العامة للأنساق بمفاهيم سياسية أخرى غير التي جاء بها ڨبريال ألموند(Gabriel Almond),ودفيد ايستون(David Easton),عُرف باستعماله نظرية الاتصال في شرح وفهم ألية المنتظمات السياسية ،ومساهمة كارل دوتش في نظريات التكامل والاندماج الدولي،
توفي1نوفمبر1992
توفي1نوفمبر1992
أستعمل كارل دوتش نفس النموذج النسقي لدفيد ايستون(la boite Noir-Black Box),لكنه أدخل عليه تعدلين أساسين ،لان دافيدايستون ركز على المدخلات والمخرجات للمنتظم،أو النسق،وأن المسألة توزيعية،بينما كارل ركز على أساس مسألة الاتصال
يرى دوتش أن الاتصال هي عملية حيوية جوهرية في الأنظمة السياسية ،تنتج عنها عملية التعبئة للموارد البشرية و المادية وبالتالي النظام السياسي هو نظام المعلومات
النظام في نظره عبارة عن أبنية مكرسة للاتصال ،والعملية الاتصالية هي عملية ظرورية لبقاء النظام السياسي
بالتالي كارل دوتش دخل العلبة السوداء و لم يكتف أو يقف على حاجزي المدخلات والمخرجات كما شرح ايستون
أوضح دوتش بأن العلبة السوداء تتكون من أنساق فرعية وهي نسق الاستقبال ونسق الذاكرة،ونسق القيم،ونسق التنفيذي
أما نسق الاستقبال فهو يستقبل الرسائل من الخارج
ونسق الذاكرة يُخزن المعلومات ويستعملها عندما يحتاجها
أما نسق القيم فهو يقوم بالمفاضلة بين البدائل والخيارات أما فيما يخص النسق التنفيذي فهو يُنفذ القرار
كيف تتم العملية السياسية داخل العلبة السوداء
تتم العملية السياسية وفي المراحل المتتالية
مرحلة الممر:وهي خطوة أو مرحلة يتم فيها استقبال المعلومات عبرقنوات الاستقبال و المعلومات تمثال تحدي أمام النظام السياسي من حيث الكثافة
مرحلة الاستدعاء: ويتم من خلالها معالجة المعلومات التي تدخل النسق أو المنتظم ويتم الشروع في الفرز والتصفية والترتيب عن طريق استدعاء الخبرات السابقة للنظام السياسي المخزون في نسق الذاكرة
مرحلة التحويل: هي معالجة المعلومات وتحويلها الى بدائل،وهي رد فعل المرحلة الأولى
مرحلة الابطاء: وهي المرحلة التي يستغرقها النظام في الرد،وهي المدة أو الفاصل الزمني الذي يربط بين مرحلة الاستقبال وصناعة القرارات ،وكلما طالت هذه المدة،دل الابطاء على صعوبة ومعضلة داخل النظام السياسي
مرحلة الاستجابة: وهي تعكس التغذية الارجاعية ،وهي نفس مفهوم دافيد ايستون ،وهي النتائج التي يتوقعها النظام السياسي من البيئة الخارجية أو محيط المنتظم وعلى أساس توقع نتائج سلبية أو ايجابية
في حالة نتائج ايجابية ينتقل النظام السياسي الى تغير الهدف وانتقال الى أهداف أخرى،ويرى دوتش بأن النظام السياسي تتوقف قدرته الاتصالية في امتلاكه على ثلاث أنواع من القدرات
القدرة على التعلم
وهي قدرة النظام السياسي على تصحيح السلوك،لان المنتظم يقع في أخطاء وزلات وعن طريق التغذية العكسية يُعيد النظر في سلوكاته
القدرة على التحول الذاتي
وهي القدرة التي تعكس مدى قدرة النظام السياسي عن تحديد المؤسسات و القرارات و السياسات
القدرة على المبادرة
هي قدرة النظام على توقع المطالب ونتائج معينة،لذا يرى كارل أن الفرق بين الأنظمة السياسية يكمن في الكفاءات اتصالية،كفاءة التعلم،التوقع،والتحول الذاتي،وبهذا يخلصالى الفارق الواضح المتجلي بين الأنظمة الديمقراطية والانظمة الشمولية
فالأنظمة الديمقراطية تتمتع بالمرونة و القدرة على التحول الذاتي و القدرة على توقع المطالب والحقوق
على خلاف أو عكس الأنظمة الشمولية والتسلطية التي تعجز عن التحول الذاتي وتعجز في تجديد المؤسسات السياسية للنظام،وبالتالي فالعملية الاتصالية تخضع لتشويش في المعلومات،لأن الانظمة الشمولية تهدف الى البقاء في الحكم،فيصبح أداؤها مبالغ فيه وبالتالي تشوه الرسائل الاتصالية ،فيتلقى النظام رسائل خطيرة تهدده بالزوال أو تفكك المجتمع.
ركز كارل دوتش على أن النظام السياسي هو نسق الاتصال ويقول بأنه عملية جوهرية ،اذا أردنا أن نحلل الأنظمة السياسية ،،علينا أن نحلل الاتصال فيما بينها
وبالتالي الأنظمة السياسية التي تتعرض لتفكك و الانهيار هي أنظمة عجزت عن الاتصال
فالانصال له دور في بناء المؤسسات وتجديدها ،والاتصال يربط بين السلطات والمجتمع

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق