تعريف الوقف والابتداء في ترتيل كتاب الله الكريم
![]() |
اهمية الوقف والابتداء في القرآن الكريم |
يقول شمس الدين محمد بن الجزري في باب معرفة الوقف والابتداء:
أولا-تعريف الوقف وأقسامه في القرآن الكريم :
أقسام الوقف:
أقسام الوقف أربعة: وقفٌ تام،ووقفٌ كاف،ووقفٌ حسن،ووقفٌ قبيح
١-الوقف التّام:
وهو الوقف على ما تمَّ معناه،واستقل عما بعده لفظًا ومعنى.
يحسن الوقوف عليه،ويحسن الابتداء بما بعده.
مثال:
"وأُولاءك همُ المفلحون" لا يتعلق الكلام بما بعده،عن قوله تعالى " إنَّ الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "
٢-الوقف الكافي:
هو الوقف على ما تمَّ معناه وهو وقفٌ تعلق بما بعده معنىً لا لفظاً.
مثال: الوقف على كلمة ( لا يؤمنون) في المثال السابق ،لأنّ ما بعدها قوله تعالى : " ختم اللهُ على قلوبهم " متعلق بحال الكافرين معنويا.
٣-الوقف الحسن:
هو الوقف على ما تمَّ معناه وهو وقفٌ تعلق بما بعده لفظاً ومعنى،فيحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده،ويجب على القاريء اعادة الكلمة الموقوفِ عليها،إلا إذا كان الوقف على رأس أية فإنه لا يُعيد لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعيد إذا قرأ ووقف على رأس الآي.
مثال:
*الحمدلله،ربِّ العالمين الرّحمن الرّحيم*.
الوقف عند* الحمدلله*،أما الابتداء بِ* ربّ العالمين* لا يحسن لكونه صفة لما قبله.
الوقف على* العالمين* ونبدأ بِ *الرحمن الرحيم*.ولا نُعيدها هنا لأن الوقف على رأس آية.
هو الوقف على ما لم يتم معناه،وهو وقف غير جائز الا لضرورة كعطس القاريء أو انقطاع النّفس،و أقبح ما يكون أن يقف القارىء على ما قد يفهم منه معنى
مستحيلا،أو معنى يُخالف العقيدة.
مثال:
الوقف على* فاعلم أنه لا إله،*
في سورة محمد* فاعلم أنه لا إله إلا الله*
هو الشروع في القراءة بعد قطع أو وقف،وهو اختياري،جاءزٌ من أي كلمة تُفيد معنى صحيحا ،وغير جاءز في حال أخلَّ بالمعنى،مثال:
" ...إنّ الله ثالث ثلاثة"سورة المائدة ٧٣.
ويقول ابن الجزري:" كل ما أجازوا الوقف عليه صحّ الابتداء به ".
٤- الوقف القبيح:
هو الوقف على ما لم يتم معناه .
وهو وقف تعلق بما بعده لفظا ومعنىً ،و هو الذي لا يفهم منه المراد ك ( الحمد).
و أقبح ما يكون هو أن يقف القاريء على ما قد يفهم منه معنى يخل بعقيدة التوحيد أو معنى لا يريده الله تعالى.
مثل:" فاعلم أنه لا إله.." ويقف القاريء عليها " فاعلم أنه لا إله الا الله " الأية.سورة محمد رقم/ ١٩/
أو الوقف على " لقد كفر الذين قالوا " ثم يبتديء " إنَّ الله هو المسيح ابن مريم " فهذا أقبح وقف مع المثال الذي سبق.
والصحيح " لقد كفر الذين قالوا إنَّ الله هو المسيح ابن مريم "سورة المائدة الأية ١٧ .
اتفق العلماء على أنَّ الوقف على رؤوس الآيات سنَّة .
و لا يعرف الوقف الصحيح إلاّ بالتدبر، قال تعالى:" كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدَّبروا آياته"
وقد يختلف نوع الوقف باختلاف التفسير أو القراءة...فمثلا قوله تعالى : " و ما يعلم تأويله إلاَّ الله،والراسخون في العلم يقولون آمنّابه.."* فهو وقف تام لمن فسَّر بأنَّ الواو استئنافية، ووقف حسن لمن اعتبرها واو عطف.
وتبقى علامات الوقف القبيح أن يقف قاريء آيات القرآن الكريم على المبتدأ دون الخبر ،أو على الفعل دون الفاعل أو الناصب دون المنصوب، أو على الجار دون مجرورا،و أقبح القبيح الوقف على كلمة توهم معنى يخالف العقيدة أو يعطي وصفا لا يليق به تعالى.
ثانيا : الآبتداء والقطع في ترتيل القرآن الكريم
هو إختياري دوما،جائز من أيّة كلمة تفيد معنىً صحيحا،لا يخل بأمور العقيدة أو التوحيد،وغير جائز إذا أخل بالمعنى.
نحو:" ..ان الله ثالث ثلاثة " المائدة/٧٣
وفي عرف القراء هو الشروع في القراءة بعد قطع أو وقف بشرط استقلال الأية المبدوء بها لفظا ومعنىّ عمّا قبلها.
قال ابن الجزري رحمه الله:" كل ما أجازوا الوقف عليه صحّ الابتداء به".
أما القطع:
يقصد بالقطع هو قطع القراءة بنية الإنتهاء، ولا ينبغي أن يكون الاّ على رأس آية،وإذا عاد القاريء إلى القراءة من جديد فعليه بالاستعاذة.
______
المصادر
التَّمهدي في علم التجويد للحافظ ابن الجزري.
* آل عمران / ٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق