صوم التّطوع و الأيام التي يحرم صومها - أكاديمية المعلمة

شريط الاخبار

Post Top Ad

Post Top Ad

الأحد، 9 مايو 2021

صوم التّطوع و الأيام التي يحرم صومها



ما معنى صوم التطوع لغة وشرعا  

ماهو صوم التطوع وماهي الأيام التي لا يجب فيها الصيام أو يُحرم فيها الصوم 



صوم التَّطوع ،مضاف ومضاف إليه، والإضافة من باب اضافة الشيء إلى نوعه ،لأن الصوم بنوعيه ؛ صوم الفريضة و صوم التّطوع .
ومعنى التّطوع لغةً  فعل الطاعة،و معناه شرعاً طاعة غير واجبة ،
زيادة على الفريضة ،و الحكمة من ذلك كون الإنسان بشر ضعيف،كائن  غيركامل ،غير معصوم عن الخطأ،كثير النسيان ،والزلات ،فجاء التطوع ليُكمل الناقص ويعرض التقصير ،لأن الإنسان مهما اجتهد يظل مقصورا في طاعته لخالقه،وجميع الفرائض  في الاسلام لها تطوع .
هذا التطوع الذي أُريدَ به معالجة النقص وإدراك الخلل في العبادات المفروضة من جهة و زيادة الأجر من جهة أخرى.
يقول الله تعالى في حديثه القدسي:" من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب عبدي بشيءٍ أحبُ إليَّ مما افترضت عليه،ولا يزال عبدي يتقرب اليَّ بالنوافل حتى أُحبه،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،وبصره الذي يُبصر به ،ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها،ولئن سألني لأعطينه، ولئن  استعاذني لأعيذنه".
في الحقيقة أن أعظم شيء يحبه الله هو أداء الفرائض  كالصلاة التي هي عماد الدين ،والزكاة ،والصيام ،والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كل هذا طاعة لله وخضوع تام لأوامره وتجنب نواهيه.
وبعد قضاء الفرائض  تأتي النوافل ،والنافلة هي الزِّيادة التي يقوم بها المسلم ذكراً كان أو أنثى بعد الواجبات ،وهي فعل الطاعة غير الواجبة تطوعاً ومحبةً لله تعالى.
فالمسلم يصوم رمضان ويزيد عليه ،يصلي ويزيد ،يزكي من ماله ويزيد ،وهكذا في جميع الوجبات حبا وطاعة وإذعانا،وليس بنفسي مجبرة ،مكرهة.
وليس أعظم جزاءً من جزاء حب الله للعبد ان أدى الفريضة وزاد عليها طاعة تطوعا،وكان الجزاء هو بقاء العبد في ذمة خالقه لا يتأذى ولا يُضام.
والتطوع في الصوم نوعان ؛صوم مطلق وصوم معين.

ما هي أنواع صوم التَّطوع في الاسلام:

الصوم التطوع نوعان ؛ صوم مطلق وصوم معين.

صوم المطلق:

متى شاء المسلم صام عدا الأيام التي يحرم صومها.

صوم المعين:

 هي أيام معينة كاعتاد المسلم أن يصومها ؛
١- صوم يوم عرفة: 
صوم سنة ،جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:"يكفر السنة التي قبلها،والسنة التي بعدها"،ولا يسن لأهل عرفة صومه،ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب لبنا أرسلته له إحدى أمهات المؤمنين وهو قائم في عرفة ( متفق عليه).
٢- صوم الاثنين والخميس:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم  أنه كان يصوم الاثنين والخميس،فسُءِل عن ذلك فقال:" إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله؛ فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ".
٣- عاشر شهر محرم:
جاء فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".*
في هذا اليوم العاشر من محرم نجا  الله نبيه موسى عليه السلام وقومه من الطاغية فرعون ،فرعون الذي أغرقه الله تعالى وقومه وجعله أية وعبرة للطغاة والجبابرة عبر الأزمنة .  
لما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه فلما سألهم،قالوا انه يوم نجا الله فيه موسى وقومه من فرعون وقومه ،فرد النبي قائلا:" نحن أولى بموسى  منكم" ثم صامه، وأمر الناس بصيامه ".
٤- عشر ذي الحجة:
هي تسعة أيام ويوم النحر محرم صيامه ،ودل على فضل صيامها قول النبي صلى الله عليه وسلم:"ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" ،قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله،قال: " ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".**
٥- ستة أيام من شوال:
دليل صيامها حديث أبي أيوب الأنصاري :" من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر".***

  ماهي الأيام التي يحرم صومها :

 هناك أيام منهي صومها وهي خمسة أيام:
١- عيد الفطر.
٢- عيد الأضحى.
٣- أيام التشريق الثلاثة.
الدليل على عدم صيام عيد الفطر وعيد الأضحى حديث عمر رضي الله عنه مخاطبا الناس:" هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن صومهما: يوم فطركم، واليوم الذي يأكلون فيه نسككم".**** 
 وحرم صيام أيام التشريق (اليوم الحادي عشر،والثاني عشر،والثالث عشر من ذي الحجة) لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عزوجل".
كما دل حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما:" لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي".
وسميت أيام التشريق لأن الناس يرشقون فيها اللحم في الشمس حتى يجف كي لا يتعفن. 
 والحكمة من تحريم هذه الأيام ،لأنه يوم يشرع فيه التضحية ،ولا يتم التمتع بها إلا بالقوة وهذا الأمر لا يكون مع الصيام ،كما أنه يوم أكل والطعام المساكين وذكر لله تعالى.


_____
* صحيح : رواه مسلم (١١٦٢)،و الترمذي (٧٤٩).
**رواه الترمذي (٧٥٧)،وأحمد ( ٥٤٢٣،٦١١٩،١٩٦٩٩). 
***صحيح : رواه مسلم (١١٦٤)، وأحمد (٢٣٠٤٩،٢٣٠٢٢) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
**** متفق عليه: رواه البخاري (١٩٩٠)، ومسلم ( ١١٣٧)، وأحمد ( ٢٨٤).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad