من يكون الإمام القاريء عاصم بن أبي النجود المكنَّى بأبي بكر
هو عاصم بن أبي النجود ويُكنَّى أبا بكر وهو شيخ الإقراء بالكوفة، ويُقال له أيضا عاصم بن بهدلة و " بهدلة" اسم والده على قول الذهبي: هو أبوه على الصحيح، غير أن الشيخ محمد بن الجزري ذكر خلاف ذلك: أن بهدلة هي أمه.
سيرة القاريء الإمام عاصم بنُ أبي النَّجود الكوفيّ |
يُعتبر الإمام عاصم بن أبي النجود من التّابعين لم يذكر له تاريخ الولادة * ،كان فصيح اللسان، جميل الصوت بل من أحسن الناس صوتًا في قراءة القرآن الكريم، إلى جانب كونه إمام عظيم من أئمة القراءات والنحو، جمع بين الفصاحة والتجويد والإتقان والتحرير بالإضافة إلى حسن خُلقه وأدبه.
قال أبو بكر بن عياش المعروف ب "شعبة": لا أحصى ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: " ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود.
وقال أحمد بن عبدالله العجلي: " عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة كان رأسا في القرآن قدِم البحيرة فأقرأهم".
وقال شريك بن عبد الله القاضي: كان عاصم صاحب مدٍّ و همز و قراءة شديدة.
إسناد عاصم في القراءة و أهم الشيوخ الذين قرأ عليهم وأشهر راوياه
كان لعاصم شرف لقاء بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم القراءة كما سمعوها عن النَّبي صلى الله عليه وسلم عن امين الوحي جبريل عليه السلام عن رب العزة.
حيث لقي عاصمُ الحارثَ بن حسان البكري الذهلي رضي الله عنه و رفاعة بن يثربي التٍَميمي رضي الله عنه، وقرأ عاصم القرآن الكريم على أبي عبد الرحمن بن حبيب السَّلمي و زِرَّ بن حبيش الأسدي، وسعد بن إياس الشَّيباني و قرأ هؤلاء الثلاثة على الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود " ابن أُم عبد" كما كان يدعوه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الإمام السَّلمي و زرَّ بن حبيش على علي بن أبي طالب رضي الله عنه والصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وقرأ الإمام السلمي على أُبي بن كعب ويزيد بن ثابت رضي الله عنهما.وبهذا يكون الإمام عاصم أخذ قراءة عبدالله بن مسعود وقراءة علي بن أبي طالب فاستوثق في القراءة، جمع فيها بين أقوى المصادر،أبو عبد الرحمن بن حبيب السلمي تابعيٌ مشهور تقيّ روى عنه الأئمة الحديث كما رووا القراءة.
وزربن حبيش أحد الإعلام أيضا وكان عاصم يُقريءُ حفصاًبن سليمان الدُّوريّ( ابن زوجته) بقراءة علي بن أبي طالب، ويُقريء أبا بكر بن عيَّاش المعروف بِ( شعبة) بقراءة بن مسعود.
وقد أثنى الأئمة على عاصم و اعتبروا قراءاته في مقدمة القراءات المتواترة.
قال أبو بكر عيَّاش: قال لي عاصم : ما أقرأني أحد حَرْفًا إلاَّ أبو عبد الرحمن السلميِّ، وكان أبو عبدالرحمن قد قرأ على عليٍّ رضي الله تعالى عنه، وكنتُ أرجع من عند أبي عبدالرحمن فأعرض على زرِّ بن حُبَيش، وكان زرُّ قد قرأ على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال أبو بكر بن عيَّاش: فقلتُ لعاصم: لقد استوثَقْتَ لنفسك، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل.
وقال حفص بن سليمان: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأتُ بها على أبي عبدالرحمن السُّلميِّ عن عليٍّ رضي الله عنه، وما كان من القراءة التي أقرأتُهَا أبا بكر بن عيَّاش فهي القراءة التي كنتُ أعرِضها على زِرِّ بن حُبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه.
راويا الإمام عاصم بن أبي النجود هما:
أبو بكر بنُ عيَّاش المشهور باسم شعبة ،والإمام حفص بن سليمان .
وفي العالم اليوم حوالي٩٥% من المسلمين يقرؤون القرآن الكريم بقراءة عاصم برواية حفص.
وفاة الإمام عاصم بن أبي النّجود
توفي الإمام عاصم رحمه الله سنة ١٢٧من الهجرة ،وبقيّ ذكرُ اسمه وعمله الشريف حيا على السنة المسلمين مدى حياتهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،فرحم الله الإمام المتقن لتلاوة القرآن الكريم وجزاه عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.
_____
مصادر
* معجم القراءات القرآنية، الجزء الأول، صفحة(٧٩-٨٠)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق