لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل إلَّا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ما حقيقة تفسيرها - أكاديمية المعلمة

شريط الاخبار

Post Top Ad

Post Top Ad

الخميس، 11 نوفمبر 2021

لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل إلَّا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ما حقيقة تفسيرها

ما حقيقة تفسير الآية الكريمة رقم ٢٩ من سورة النساء 

يقول الله تعالى: {يا أيُّها الَّذين ءامنوا لا تأكلوا أموالكم بينَكُم بالباطل إلَّا أن تكون تجارةً عن تراضٍ مِّنكم ولا تقتلوا أنفسكم إنَّ الله َكان بِكم رحيماً}.

تفسير " لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل "


قال ابن أبى حاتم: حدثنا علي بن حرب الموصلى،حدثنا ابن فضيل عن داود الأودى،عن عامر ،عن علقمة ،عن عبدالله ( يا أيها الذين ءامنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)،قال : إنها محكمة ما نسخت ولا تنسخ إلى يوم القيامة.

وعن ابن عباس لما أنزل الله هذه الآية.قال المسلمون: إن الله قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، والطعام هو أفضل أموالنا،فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد ،فكيف للناس؟   فأنزل الله الآية ( ليس على الأعمى حرجٌ).النور.*

ينهى الله تعالى عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضا بالباطل ،عن طريق السبل المحرمة شرعاً كالرباوالغش والكذب  والقمار،وما يُقاس على ذالك من الحيل والخديعة. 

وفي الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي،في تفسير الآية أنه هو كل ما لا يحل في الشَّرع كالرِّبا والغصب والقمار والسرقة و الخيانة ويزيد على ذالك تفسير البغوي" معالم التنزيل " قوله هو العقود الفاسدة.

و قوله تعالى: { إلَّا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم} وهو استثناء منقطع لأن المستثنى الذي جاء بعد إلا ليس من جنس المستثنى منه وهو أكل الأموال بالباطل ( الأموال سواء كانت عروض أو عقود) كأنه يقول لا تتخذوا الطرق الملتوية والسبل المحرمة في جني الأرباح، ولكن لابأس في تجارة مشروعة تكون مبنية على أسس صحيحة،سليمة،ويكون فيها التراضي بين الطرفين البائع والمشتري لتحصيل الاموال  .

و عن بن مهران قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( البيع عن تراض والخيار بعد الصفقة، ولا يحل لمسلم أن يغش مسلما).

وعن ابن جرير يقول حدثني ابن المثنى عن عبد الوهاب عن عكرمة  عن ابن عباس في الرجل يشتري من الرجل الثوب فيقول : إن رضيته أخذته،وإلا رددته ورددت معه درهما، قال : هو الذي قال الله عزوجل فيه{ لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}. 

(الا ان تكون تجارة ) في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي ،لكن أن كانت تجارة بينكم وبرضى الطرفين وطيب النفس فذاك حلال.

" الَّا أن تكون تجارة" في تفسير البغوي " قرأ أهل الكوفة تجارةً نصِبَ على خبر كان أي: إلَّا أن تكون  الأموال تجارةً وقرأ الأخرون التجارة بالرفع أي:      إلا أن تقع تجارةُ عن تراض منكم أي بطيب نفس كل واحد منكم،وقيل: هو ان يُحيز كل واحد من المتبايعَين صاحبه بعد البيع فيلزم وإلا قبلهما الخيار ما لم يتفرقا"،ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا" وفي البخاري " إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا".

  (ولا تقتلوا أنفسكم) أي بارتكاب المعاصي والحرومات { إنَّ آلله كان بكم رحيما} أي فيما أمركم به ونهاكم عنه .

جواب هيئة كبار العلماء عن تفسير قوله تعالى " لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل "

وجاء سؤال عن حقيقة تفسير هذه الأيه لدى هيئة كبار العلماء فكان الجواب كالآتي:

هذا نهي من الله سبحانه وتعالى لنا أن يأكل بعضنامال بعض بالباطل،والمراد بالباطل أكله بغير الطرق الشرعية،ويشمل ذلك أن تغش في البيع، فمن غش في البيع فإن ما أخذه من ذلك المال حرام عليه،وكذلك بيوع العرب والخداع  كل ذلك يدخل في عموم هذه الآية،وكذلك أكل مال أخيك بطريق الِّرِّبا بأن تقرضه بفائدة، فإن هذا ظلم منك وأكل مال بالباطل." انتهى جواب هيئة كبار العلماء.**

__________

المصادر 

* تفسير القرآن الكريم للإمام ابن كثير

**مجلة البحوث الإسلامية، العدد٥٩ رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء،الرياض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad