من هو القاريء نافع المدني المُكنى بأبي رويم

 مولد ونشأة الإمام نافع المدني 

الامام نافع هو أبو رويم وفي بعض النسخ ( رؤيم) والأشهر بالواو ،و يُقال أبو الحسن و يقال أبو نعيم ويقال أبو محمد ويقال أبو عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي نُعيم  ،مولى جعْوَنة بن شعوب اللّيثي الشِّجعي الكناني  ،المُقرىء المدني وسُميَ كذلك نافع المدني كونه كان يسكن المدينة المنورة،مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ووضح ذلك الامام الشاطبي رحمه الله في مقدمة متن الشاطبية؛ فأما الكريمُ السِّرِّ في الطيبِ نافعٌ  

فذاكَ الذي اختار المدينةَ منزلاً

كان الامام نافع المدني من أطهر الناس خلقا 

أصله من أصبهان ،وقيل كان أسود اللون حالكا وكان طيب الخلق ،اماما خاشعا مُجابا في دعائه،وهو من بين أعلام القراء السبعة: ابن كثير،أبو عمرو،ابن عامر،عاصم ،وحمزة،والكسائي .

أهم ملامح شخصية نافع وأخلاقه وماذا قالو عنه

ذكر الإمام الجزري عن الشيباني قال: قال رجل ممن قرأ على نافع أن نافعاً كان يُشمّ من فيه(فمه) رائحة المسك،فلما سأله اذا كان يتتطيب أثناء اقراء الناس ،قال: ما أمس طيبا ولا أقرب طيبا ولكن رأيتُ فيما يرى النائم النّبيَ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيّ( فمي) فمن ذلك الوقت أشمّ من فيّ هذه الرائحة. 

ماذا قالوا عن الإمام؟

قال عنه مالك بن أنس: نافع إمام الناس في القراءة .

قال سعيد بن منصور وهو أحد تلامذة الإمام نافع:

" سمعتُ مالكا يقول قراءة نافع سنَّة ".

قال قالون عن شيخه: كان نافع من أطهر الناس خُلقا،ومن أحسن الناس قراءةً،وكان زاهدا ،جوادا،صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة.

قال عبدالله بن احمد بن حنبل : سألت أبي  ،أيُّ القراءةِ أحب إليك،قال : قراءة أهل المدينة ( أي قراءة الإمام نافع) قلتُ فان لم يكن،ردّ قائلا :قراءة الإمام عاصم الكوفي.

قال الهذلي في كامله:

" كان نافع معمرا أخذ القرآن على الناس في سنة خمس وتسعين،كذا قال الهذلي: وبالجهد أن يكون نافع في ذلك الحين يتلقن ويتردد الى من يحفظه وانما تصر للإقراء بعد ذلك بزمان طويل ولعله أقرأ في حدود سنة عشرين ومئة مع وجود أكبر مشايخه".

وقيل قد جاء نافعاً رجلٌ فقال له: خُذ عليَّ الحَدْر،فقال نافع: وما الحدر؟ ما أعرفها،أسمعنا

قال: فقرأ الرجلُ

فقال نافع: حدْرُنا ألّا نُسقط الإعراب، ولا نُشدِّد مُخَفَّفاً،ولا نُخفف مشدّدا، و لا نقصُرَ ممدودا،ولا نمدّ مقصورا،قِراءتُنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سهلٌ جَزل ،لا نمضغُ ولا نلوك ،سهل،ولا نشدّد،نقرأ على أفصح اللغات وأمضاها ولا نلتفت الى أقاويل الشعراء وأصحاب اللغات،أصاغر عن أكابر،قراءتنا قراءة المشايخ،نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه الرآي .

شيوخ الامام نافع المدني 

أخذ الإمام القراءةَ عرضامن تابعي أهل المدينة وقيل يفوق عددهم السبعين تابعيا ،ومن بينهم عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وقال الأعرج : قرأت على أبي هريرة رضي الله عنه وأبو هريرة قال : قرأت على أُبيّ بن كعب رضي الله عنه وقال أُبي : عرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن و قال : أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن .

أخذها أيضا من أبي جعفر القاري وشيبة بن نصاح ،يزيد بن رومان،مسلم بن جندب،صالح بن خوات والزهري.

تلامذة الإمام نافع المدني 

من أشهر رواته أو ممن روى القراءة عنه عرضا وسماعا من المدينة المنورة عيسى بن مينا قالون وهو الراوي المشهور صاحب الرواية المشهورة( قالون عن نافع )، اسماعيل بن جعفر،وسليمان بن مسلم ومالك بن أنس امام دار الهجرة وصاحب الموطأ ،وعثمان بن سعيد ورش وهو صاحب الرواية المشهورة أيضا ( رواية ورش عن نافع )،كما روى عنه الكثير غير هؤلاء رضوان الله عليهم.

وقد أشار الإمام الشاطبي رحمه الله الى أكثر الأشخاص روايةً لنافع في قوله:

وقالون عيسى ثمَّ عثمانَ ورشُهم بصُحبته المجدَ الرَّفيع تأثَّلا.

وفاة الإمام نافع 

كانت وفاة الإمام سنة 169 هجري الموافق لِ 785م ،وذكر محمد ابن اسحاق قائلا: لما حضرت نافعاً الموتُ ،قال له ابناؤه: أوصنا قال : اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله ان كنتم مؤمنين.

رحم الله الامام نافع الذي نفع به الله تعالى المسلمين في كيفية اتقان قراءة كتاب الله القرآن الكريم.

المصادر 

البداية والنهاية ، ابن كثير 

غاية النهاية في تاريخ القراء،ابن الجزري.