العين أكثر زرقة الرواية التي يطالب الأباء بحضرها في المدارس في أمريكا - أكاديمية المعلمة

شريط الاخبار

Post Top Ad

Post Top Ad

السبت، 25 نوفمبر 2023

العين أكثر زرقة الرواية التي يطالب الأباء بحضرها في المدارس في أمريكا

مقدمة عن رواية( العين أشد زرقة)

كانت الكتابات خلال فترة  الستينات من القرن الماضي تقتصر على معالجة العنف و الاضطهاد الذي يتعرض له السود في أمريكا،والمطالبة بالحقوق المدنية والمساواة بين البيض والسود والقضاء على العنصرية،كانت الكتابات تبحث عن طريق لسبيل تحرير الرجل الاسود من هيمنة وسلطة وسياط الرجل في امريكا وخاصة في مقاطعات الجنوب .
تأتي رواية موريسون في شكل متجدد،منفرد من حيث المضمون والجرأة في الطرح لقصص وحكايا عاشها المجتمع الامريكي وخاصة السود ،جاءت موريسون لتسلط الضوء على مواضيع جد حساسة لم يعتادها القاريء الامريكي ،بل ذهب الى ابعد من ذلك مطالبا من حضرها من المدارس والمكتبات،كروايتها المشهورة ( العين اشد زرقة)TheBluest Eye.
العين اكثر زرقة لتوني موريسون


" بهدوء فالامر يبقى سرا" هكذا تبدأ موريسون روايتها الأولى( العين أكثر زرقة) نشرتها عام1970 ،استلهمت قصتها هذه من احدى زميلاتها في المدرسة لما تحدثا عن وجود الاله،فردت صاحبتها أن لا اله هناك،لان صديقتها تدعوه منذ سنين ان يحول عيونها الى الزرقة ولم يستجب لدعاءها.
بقيت الحكاية او مادار بينهما عالقا في ذهن موريسون الطفلة فحولته بعد سنوات الى رواية تناولت مفهوم الجمال ا لعنصري في الستينات،اذ تقول الكاتبة :" لم يكن التوكيد على مفهوم الجمال العنصري رد فعل على السخرية من الذات،او نقدا مشوبا بالفكاهة للعيوب الثقافية العنصرية المألوفة في كل الجماعات لكنه موقف ضد القبول المدمر بافترضات النقص غير القابل للتغيير التي تأصلت في نظرة خارجية".

بيكولا وامنيتها المستحيلة

بيكولا بطلة الرواية كانت طفلة،لم تكن جميلة والجميع ينعتها بالقبيحة مما جعل عقلها الباطني الصغير يرفض لونها الأسود،وترى في العيون الزرقاء جمالا خارقا وخلاص من السوادلذالك تمنت ان تكون لها عيون زرقاء كأقرانها من الصديقات البيض،مورين و جوانا وميشيليا،الامر الذي كون لها عقدة ازدراء الذات.
عكس اختها بالتبني التي كانت تكره البشرة البيضاء وعبرت عن ذالك برميها الى الدمية التي اهديت لها( دمية بيضاء بشعر اشقر).
لم تكن مشكلة بكولا هي ازمة التميز بين القبح والجمال فقط بل كان هناك الامر الاخر الطبقية التي يعاني منها افراد السود نساء،اطفال،ورجال،العنصرية والاضطهاد والامية والجهل ،والكسور التي تعرضت لها اسرة بكولا،فوالدها تشوللي كان رجل سكير ،غير مسؤول بالبتة بقي يعاني من اضهادذكريات الماضي له فوالده تخلى عنه وهو لم يولد بعد وامه تركته ورحلت وخالته هي من ربته،وتذكره ايضا لحادثةقهرته لما كان مع حبيبته الاولى ووقفا عليهما رجلان من البيض فأمراه واجبراهما ان يقيما علاقة امامهما مما كون لديه شذوذ وعقد نفسية ،ترجمت فيما بعد من زوجته التي كانت تكرهه ،وتعديه جنسياعلى ابنته الطفلة بكولا والتي تحمل منه ابنها.
الفقر ايضا كسر هذه الاسرة مما جعلها تنتقل من مكان الى أخر،هنا تستعمل موريسون تعبير جد جميل عن لقاء الشخص المعدم خارج المنزل الذي يؤويه وان يُلقى في العراء،تقول أن الفارق كبير،فالشخص لما يُلقى في الخارج بامكانه أن يجد مكانا أخر،لكن أن يلقى في العراء فتلك نهاية لشيء ما، التجرد من كل شيء، من الممتلكات المادية والمعنوية اذا ما قُسيت على الاحتواء المعدم في حياة السود في امريكا.
تقنيات الرد كانت تعبيرية رغم ان قصتها واقعية مع مزجها بالخيال بامنية مستحيلة" عيون زرقاء على بشرة سوداء" غير انها تحققت على يدي ساحر بلمس كلب اجرب كان يريد صاحبه التخلص منه.
رواية موريسون هذه تواجه كراهية الذات والسلوكيات الهدامة التي تشارك فيها النساء السود من اجل الجمال وتخطي عتبة الدونية التي كان البيض يضعونها امام كل اسود يعيش في مجتمعهم العنصري.
اصابة بيكولا بالجنون في نهاية الرواية هو الحل الوحيد كان في عالم لن تكون فيه جميلة بعيون زرقاء صلت من اجلها كثيرا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad